جواز السحر على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عظيم مقامه؟!
جواز سحر النبي الله عليه
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه - أي: في علاج السحر - نوعان:
أحدهما - وهو أبلغها -: استخراجُه وإبطاله، كما صحَّ عنه أنه سأل ربَّه - سبحانه - في ذلك، فدُلَّ عليه.
والنوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر""زاد المعاد" (4/ 114).
وقال أيضًا: من أنفع الأدوية، وأقوى ما يوجد من النَّشَرة، مقاومةُ السحر الذي هو من تأثير الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية؛ من الذِّكر، والدعاء، والقراءة، فالقلب إذا كان ممتلئًا من الله، معمورًا بذِكره، وله وردٌ من الذكر والدعاء والتوجُّه لا يخلُّ به، كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له، قال: وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة، ولهذا غالب ما يؤثِّر في النساء والصبيان والجهال، ومن ضعُف حظُّه من الدِّين والتوكل والتوحيد، ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية، والدعوات والتعوذات النبويَّة؛ لأن الأرواح الخبيثة إنما تتسلَّط على أرواحٍ تلقاها مستعدةً لما يناسبها. ا هـ."الطب النبوي" ص 252 بتصرف.
قال ابن حجر: وجواز السحر على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عظيم مقامه، وصدْق توجُّهه، وملازمة ورِده؛ ولكن يمكن الانفصال عن ذلك بأن الذي ذكره - يعني: ابن القيم - محمولٌ على الغالب، وأن ما وقع به - صلى الله عليه وسلم - لبيان تجويز ذلك، والله أعلم
"فتح الباري" (10/ 235) يشير إلى الأحاديث الصحيحة التي تثبت أنه سُحر - عليه الصلاة والسلام.