هل ســـحر الرســـول صلى الله عليه وســـلم
حتى يكتمل عرض مختلف أوجه السحر ,, فلابد من وقفة للحديث عن السحر الذي تعرض له خير الأنام سيدنا و حبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ,,, فأنه لم يسلم من السحر رغم كونه أعظم خلق الله تعالى ,, وهذا لا يتنافى مع عظمته وحفظ الله له من كل سوء ,, وسوف نناقش هذه النقطة بعد أن نعرض للأحاديث الصحيحة التي وردت بصدد هذا الموضوع ..
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت : (( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه يخيل إليه أنه يأتي نسائه ولم يأتيهن ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب " أي : مسحور " ,, قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقا ,, قال : وفيـم ؟ قال : في مشط ومشاقة " المشط : أداة لتمشيط شعر الرأس .. والمشاقة : ما يخرج من الشعر عند تمشيطه " قال : وأين ؟ قال : في جُف " أي : وعاء طلع الخيل , وهو الغشاء الذي يكون عليه ويطلق الجف على الذكر والأنثى ولذلك وصفه بقوله جف ذكر " طلعة " أي : ما يطلع من النخيل " ذكر تحت راعوفة " أي : حجر يوضع على رأس البئر ويثبت حتى يرتكز عليه المستسقي , وقد يكون في أسفل البئر إذا حفرت " في بئر ذروان " أي : بستان فيه بئر في المدينة المنورة " ,,, قالت : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه , فقال : هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحنآء وكأن نخلها رؤوس الشياطين ,, قال : فَاسْتُخرِج ,, قالت : فقلت : أفلا تَنَشّرت ؟ قال : أما والله فقد شفاني الله وأكره أن أثير على أحد من الناس شــرا ))
وفي رواية عمرة عن عائشة : فنزل رجل فاستخرجه ,, وفيه من الزيادة عن الحديث الأول : أنه وجد في الطلعة تمثالا من شمع ,, تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيه ابر مغروزة وإذا وتر فيه إحدى عشر عقدة ,, فنزل جبريل عليه السلام بالمعوذتين ,, فكلما قرأ آية انحلت عقدة وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ثم يجد بعدها راحة ...
ويتضح مما سبق أن رجلا من بني زريق وكان منافقا ,, وحليفا لليهود قد سحر الرسول صلى الله عليه وسلم مستخدما مشطه وبعضا من بقايا شعر رأسه ولحيته الشريفين ,, وقام بعمل عدة عقد من هذا الشعر ونفث فيها سحره ,, ومن جراء ذلك كان يخيل إليه عليه الصلاة والسلام أنه يأتي نساءه وهو لم يأتيهن ,, وشكا الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك عدة أيام ,, فأرسل الرسول من استخرج تلك العقد وحلها ,, وكان كلما حلت عقدة نشط صلى الله عليه وسلم حتى إذا حُلت العقدة الأخيرة نهض وكأنما انفكت القيود التي كانت تقيده ..
وما فعله الساحر هنا هو عملية الرباط أي : ربط الزوج وتعطيله عن إتمام الأتصال بزوجته ,, وقد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ألا تأخذ الخبيث بقتله ؟ فقال: ( أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثيــر على الناس شـــرا ) ,, وقد رقى سيدنا جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين والله يشفيك )
وقد يحاول البعض التشكيك في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ,, وذلك لأنه تعرض للسحر مثل سائر البشر ,, ونرد على هؤلاء المضللين : " بأن تأثير السحر الذي أصيب به صلى الله عليه وسلم إنما كان متسلطا على ناحية من نواحي نشاطه فقط وهي اتصاله بنسائه ,, فأن السحر تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ,, والدليل عليه في مرسل سعيد بن المسيب ( حتى كاد ينكر بصره ) ,,, وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يشعر بالأوجاع في جسده كما هو ثابت ولم يؤثر على معتقداته وروحه وعقله الذين حفظهم الله تعالى من أجل تأدية الرسالة والمكائد المهلكة التي تعطل تبليغ رسالته في هداية البشر أجمعين ..
ولم ترو أي رواية أو حديث بأي صورة عن أنه صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في تلاوة القرآن الكريم أو في الصلاة أو في أي من أمور التشريع أو العبادة أو في الإتيان بأفكار أو أقوال تخالف ما أوحي به إليه الله تعالى ,, وإذا نظرنا إلى جميع الناس الذين تعرضوا للسحر كما تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم فسوف نجدهم يذهبون إلى أعمالهم ويمارسون نشاطهم بصورة معتادة ولا يؤثر ذلك على تفكيرهم وتمييزهم ,, فهم مرضى من هذه الناحية فقط ,, وما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم لا يمثل عيبا أو نقيصة فيه ,, ولكن ذلك كان أمر من أمور الدنيا والتي لم يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم من أجلها ,, وهو في الدنيا عرضة للآفات والأمراض كسائر البشر والذي هو واحد منهم ,,, ويجب ألا يفوتنا أن السحر الذي أثر على جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن الله لا يحط من شأنه بل العكس ,, فأن ذلك يدل على أنه مؤيد من قبل الله تعالى الذي حماه وكشف عنه السوء وشفاه من داء السحر وكشف له أعداءه ,, وقد اعترف لبيد بن الأعصم للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد اخذ مبلغا كبيرا من المال من أعداء الإسلام والحاقدين على الرسول الكريم وذلك مقابل السحر الذي صنعه ,, ويدل ذلك أيضا على أن النبوة لم تتأثر بسبب السحر ,, وأن أحدا من الصحابة لم يخرج على الرسول أو ينشق عليه أو حاول التشكيك في نبوته ورسالته العظمى ,, بل انهم ازدادوا تمسكا به وإيمانا برسالته ,, فلو كان السحر استهزاء بالنبي والنبوة لما قدره الله عليه لأنه تعالى يقول : (( انا كفينـاك المســـتهزئين ))
الرســـــول صلى الله عليه وسلم كان معصـــوما
لقد عصم اله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في تأدية رسالته وان لا يقضي على تلك الرسالة واستمرارها في الطريق السوي : (( يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ))
وكذلك فقد عصمه الله تعالى من القتل وهذا أمر خاص بسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث نجد أن الكثيرين من الأنبياء تعرضوا للقتل ومنهم من قتل بالفعل مثل سيدنا زكريا وابنه يحيى عليهما السلام ,, وقد قتل بني إسرائيل الكثير من الأنبياء حتى يقال إن عدد الأنبياء الذين قتلوهم بلغ حوالي ( 46 ) نبيا ,, وكل ما جرى للرسول صلى الله عليه وسلم من حوادث يبين أنه كان معصوما من قبل الله تعالى من القتل ,, ومن ذلك أنه كان نائما تحت شجرة وعلق عليها سيفه وتسلل أحد المشركين خلسة وأخذ سيف رسول الله صلى الله ليه وسلم وأراد قتله ,, وقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : من يمنعك مني الآن ؟ فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : الله ! فارتعد المشرك وسقط السيف من يده .. فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم السيف , وقال له : من يمنعك مني ؟ فقال له : كن خير آخذ ,, فعفا الرسول صلى الله عليه وسلم عنه , وذهب المشرك إلى قومه ,, وقال لهم : جئتكم من عند خير الناس ,,, وكذلك فقد أنجاه الله تعالى من محاولات عديدة للقتل بمختلف الطرق والوسائل الظاهر منها والخفي ...
ولكن العصمة لم تمتد إلى المرض ,, وكما نعلم فالسحر يمكن اعتباره نوعا شاذا من المرض الذي يلم بالإنسان ويؤثر على بعض وظائف الجسم ,, والنبي صلى الله عليه وسلم كان بشرا مثل سائر البشر يجري عليه ما يجري عليهم , لأن الله تعالى بعثه رسولا من الناس والى الناس حتى لا يدعي أحد أنه كان إلها لا ينتمي إلى جنس البشر وتكون فتنة كما فُتن الســـابقون
الوســــائل النبوية في علاج الســــــحر
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم نوعان من أنواع العلاج للسحر وإفساد عمله هما :
الأول : وهو أفضل النوعين ,, ويتم عن طريق إخراج السحر وإبطاله وحل عقده ..
الثاني : إفراغ المحل من الجسد الذي يصل إليه أذى السحر إذا أُظهر هذا الأثر وأمكن الوصول إليه وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أحتجم في رأسه حين سحر ,, وذلك لأن مادة السحر التي أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتهت إلى رأسه وصارت تؤثر على إدراكه لبعض الأفعال بحيث يخيل إليه أنه فعل الشيء وهو لم يفعله ..
فالسحر مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وانفعال القوى الطبيعية بها وهذا من أشد أنواع السحر ويكون تأثيره قويا في الموضع الذي انتهى إليه السحر ,, ولذلك فأن استعمال الحجامة في هذا المكان هي من أنفع العلاجات ,, لأن بذلك يتم خروج مادة السحر الملوثة وطردها خارج الجسد والتخلص من شرها ..
تعرض الشــــيطان للأنبــياء
** تعرض إبليس لنوح عليه السلام :
روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالىعنه قال : لما ركب نوح عليه السلام في السفينة رأى فيها شيخا لم يعرفه فقال نوح : ما أدخلك ؟ قال : دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك . فقال نوح عليه السلام اخرج يا عدو الله فقال إبليس : خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك بأثنتين . فأوحى الله تبارك وتعالى إلى نوح عليه الصلاة والسلام أنه لا حاجة لك إلى الثلاث مره يحدثك بالأثنتين فقال بهما أهلك الناس الحسد والحرص فبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما وبالحرص أبيحت لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه فأخرج من الجنة ..
** تعرضه لموسى عليه السلام :
روى أبو بكر القرشي بسنده إلى ابن عمر رضي الله تعالىعنه قال : لقى إبليس موسى فقال : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما وأنا من خلق الله أذنبت فأنا أريد أن أتوب فاشفع لي عند ربك عزوجل أن يتوب علي فدعا موسى ربه
فقيل : يا موسى قد قضيت حاجتك فلقى موسى إبليس فقال : قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك فاستكبر وغضب وقال :
لم أسجد له حيا أأسجد له ميتا . ثم قال إبليس : يا موسى إن لك حقا بما شفعت إلى ربك فاذكرني عند ثلاث ولا أهلك فيهن :
اذكرني حين تغضب . فأن وحيي في قلبك وعيني في عينيك وأجري منك مجرى الدم , واذكرني حين تلقى الزحف ( الجهاد )
فأني آتي ابن آدم حين يلقي الزحف فأذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولي , وإياك إن تجالس امرأة ليست بذات محرم فأني رسولها إليك ورسولك إليها . . .
** تعرض الشيطان ليحيى بن زكريا عليهما السلام :
روى عبدالله بن محمد بن عبيد بسنده عن وهيب بن الورد قال : بلغنا أن الخبيث إبليس تبدى ليحيى بن زكريا فقال : أني أريد أن أنصحك ! قال أنت لا تنصحني ولكن أخبرني عن بني آدم قال : هم عندنا على ثلاثة أصناف . أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نفتنه ونستمكن منه ثم يتفرغ للاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه ثم نعود فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن من ذلك في عناء . وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا قد كفونا أنفسهم . وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء . . .
قال يحيى عليه السلام : على ذلك هل قدرت مني على شيء ؟ قال : لا إلا مرة واحدة فأنك قدمت طعاما تأكل فلم أزل أشهيه لك
حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها . فقال له يحيى : لا جرم لا شبعت من طعام أبدا . قال الخبيث : لا جرم لا نصحت آدميا بعدك . .
وروى عبدالله بن الأمام أحمد بن حنبل بسنده عن ثابت البناني قال : بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال يحيى :يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ قال : هذه الشهوات التي أصبت بها ابن آدم . قال يحيى :
فهل لي فيها شيء ؟ قال : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر . قال : فهل غير ذلك ؟ قال : لا والله . قال له
يحيى عليه السلام : لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا . قال إبليس : ولله علي أن لا أنصح مسلما أبدا . .
** تعرض الشيطان لأيوب عليه السلام :
روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله تعالىعنهما قال : قال الشيطان يارب سلطني على أيوب قال الله تعالى
قد سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده , فنزل وجميع جنوده فقال لهم : قد سلطت على أيوب فأروني سلطانكم فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق فأرسل طائفة منهم إلى زرعه وطائفة إلى أبله وطائفة إلى بقره وطائفة إلى غنمه . وقال : أنه لا يعتصم منكم إلا بالصبر , فأتوه بالمصائب بعضها على بعض فجاء صاحب الزرع فقال : يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك نارا فأحرقته ؟ ثم جاء صاحب الإبل فقال له : يا أيوب , ألم تر إلى ربك أرسل على أبلك عدوا فذهب بها ؟ ثم جاء صاحب الغنم فقال له : يا أيوب , ألم تر إلى ربك أرسل على غنمك عدوا فذهب بها ؟ وتفرد هو لبنيه فجمعهم في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت الريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم
فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام في أذنيه قرطان قال : يا أيوب ألم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم , فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم بطعامهم وشرابهم . فقال أيوب له : فأين كنت أنت ؟ قال : كنت معهم . قال : وكيف انفلت ؟ قال : انفلت . قال أيوب : أنت الشيطان .ثم قال أيوب : أنا اليوم كهيئتي يوم ولدتني أمي , فقام فحلق رأسه ثم قام يصلي . فرن إبليس رنة سمعها أهل السماء والأرض , ثم قرع إلى السماء ,, فقال : أي رب أنه قد اعتصم فسلطني عليه , فأني لا أستطيعه إلا بسلطانك . قال : قد سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه . قال : فنزل فنفخ تحت قدميه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة وألقى على الرماد حتى بدا بطنه . فكانت امرأته تسعى عليه حتى قالت له : أما ترى يا أيوب قدر الله نزل بك من الجهد والفاقة ما أن بعت قروني برغيف فأطعمك فادع الله أن يشفيك . قال : ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فاصبري حتى نكون في الضراء سبعين عاما , فكان في البلاء سبع سنين ..
** تعرض الشيطان لعيسى عليه السلام :
روى أبوبكر الباغندي عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال : لقى عيسى بن مريم إبليس فقال له إبليس : أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا ولم يتكلم أحد من قبلك . قال : بل الربوبية والعظمة للإله الذي أنطقني ثم يميتني ثم يحنيني . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحي الموتى ؟ قال : بل الربوبية لله الذي يميتني ويميت من أحييت ثم يحنيني ,, قال له إبليس : والله أنك لأله من في السماء وأله من في الأرض فصكه جبريل بجناحه فما تناهى دون قرن الشمس
ملاحظة :
هذا من الأخبار من الإسرائيليات المأذون لنا في التحدث بها فقد روى البخاري عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : (( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))
** تعرض الشيطان لنبينا وحبيبنا محمد صلىالله عليه وعلىآله وسلم :
روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله تعالىعنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : (( أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك . قال أن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي , فقلت أعوذ بالله ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يتأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه ووالله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثوقا يلعب به ولدان أهل المدينة )) وعن عائشة رضي الله تعالىعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه . قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : (( حتى وجدت برد لسانه على يدي )) وفي رواية أخرى : (( فخنقته خنقا شديدا حتى قال : أوجعتني أوجعتني فتركته )) وعن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرا : أدركت رسول الله صلىالله عليه وسلم , قال : نعم , قلت : كيف صنع ليلة كادته الجن والشياطين ؟ قال : أن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلىالله عليه وسلم من الأودية والشعاب , وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق وجه رسول الله صلىالله عليه وسلم . فهبط إليه جبرائيل فقال : يا محمد قل . قال : ما أقول ؟ قال : قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ , ومن شر ما ينزل من السماء , ومن شر ما يعرج فيها , ومن شر فتن الليل والنهار , ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن , قال : فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى ..