هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان
هذا الموقع يهم كل المسلمين لأن الكلام سيكون عن قرين الإنسان ( الشيطان )وهذا القرين يغفل عنه الكثير من الناس فهو سبب تعاسة الإنسان في الدنيا والآخرة إلا ما رحم ربى
موضوع: الجنُّ مكلَّفون كالإنس الأربعاء مارس 25, 2015 11:43 pm
الجنُّ مكلَّفون كالإنس
قال ابن عبد البر:"وَهُمْ عِنْدَ الْجَمَاعَةِ مُكَلَّفُونَ مخاطبون لقوله تعالى يا معشر الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَقَوْلِهِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ وَقَوْلِهِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولٌ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ هَذَا مِمَّا فُضِّلَ بِهِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ أَنَّهُ بُعِثَ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَغَيْرُهُ لَمْ يُرْسَلْ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ وَدَلِيلُ ذَلِكَ مَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ دُعَائِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِقَوْلِهِ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ." .. فالمسلمُ يؤمن بأن مصيرَ الكافرين من الجنِّ هو نفس مصير الكافرين من الإنس،فهم مكلفون بالإيمان بالله وطاعته،وسوف يحاسبون على ما يعملون فى الدنيا،قال تعالى:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف. ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس،لهم قلوب لا يعقلون بها،فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا،ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته،ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها،هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال
- أيسر التفاسير لأسعد حومد [ص 1839] - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (11/ 117)
لها،ولا تفهم ما تبصره،ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما،بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها،وهم بخلاف ذلك،أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته . وقال تعالى::{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (13) سورة السجدة لو شاء اللّه لجعل لجميع النفوس طريقا واحدا.هو طريق الهدى،كما وحد طريق المخلوقات التي تهتدي بإلهام كامن في فطرتها،وتسلك طريقة واحدة في حياتها من الحشرات والطير والدواب أو الخلائق التي لا تعرف إلا الطاعات كالملائكة.لكن إرادة اللّه اقتضت أن يكون لهذا الخلق المسمى بالإنسان طبيعة خاصة،يملك معها الهدى والضلال ويختار الهداية أو يحيد عنها ويؤدي دوره في هذا الكون بهذه الطبيعة الخاصة،التي فطره اللّه عليها لغرض ولحكمة في تصميم هذا الوجود.ومن ثم كتب اللّه في قدره أن يملأ جهنم من الجنة ومن الناس الذين يختارون الضلالة،ويسلكون الطريق المؤدي إلى جهنم. وقوله تعالى:«وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها..وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ».هو ردّ ضمنى على ما طلب المجرمون من أن يعودوا إلى الحياة الدنيا مرة أخرى.. والمعنى:أن الهدى بيد اللّه،وفي قيد مشيئته..وأنه سبحانه لو شاء لهدى الناس جميعا،ولكنه سبحانه جعل للجنة أهلها ولها يعملون،وجعل للنار أهلها ولها يعملون..وأن مما قضى اللّه به في خلقه أن يملأ النار ويعمرها بمن جعلهم من أهلها،من الجنة والناس! وأن هؤلاء المجرمين الذين رأوا مشاهد القيامة،وعاينوا أهوالها،وتمنوا العودة إلى الدنيا،ليستقيموا على طريق الحق والهدى ـ هؤلاء المجرمون،لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه،ولركبوا نفس الطريق الذي كانوا عليه من قبل،ولماتوا على الكفر والضلال،ولكانوا في أصحاب النار،وذلك لأن قضاء اللّه فيهم قد سبق،وأنهم لن يخرجوا عما قضى اللّه فيهم! وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبُّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج:1] وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي سَفَرٍ وَقَدْ نَعَسَ بَعْضُ الْقَوْمِ،وَتَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ،فَرَفَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَوْتَهُ،فَاجْتَمَعُوا إِلَى النَّبِيِّ وَقَالُوا:إِنَّ السَّاعَةَ قَدْ قَامَتْ،فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ وَقَالَ:«أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَلِكُمْ؟» قَالُوا:اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:" ذَلِكَ حِينَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِآدَمَ:قُمْ يَا آدَمُ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ:يَقُولُ:وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ:ابْعَثْ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ،وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ "،فَأَبْلَسَ الْقَوْمُ فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يُبْدِي عَنْ وَاضِحَةٍ فَقَالَ:«اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا،فَمَا
- التفسير الميسر - (3 / 140) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (5 / 2811) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (11 / 616)
- المعجم الكبير للطبراني (18/ 155)(340 ) صحيح - صحيح ابن حبان - مخرجا (16/ 352)(7354 ) صحيح ثاب:اجتمع وجاء = سددوا:الزموا السداد وهو الصواب بلا إفراط وبلا تفريط = قارب:اقتصد وحاول الوصول إلى الكمال = الشامة والشأمة:العلامة في الجسد وتعرف بالخال ومنه:جميل الخال والقوام =البعير:ما صلح للركوب والحمل من الإبل،وذلك إذا استكمل أربع سنوات،ويقال للجمل والناقة = الرقمة:الهَنَة الناتِئة في ذِراع الدابة من داخِل،وهما رَقْمتان في ذراعَيها تفسير ابن أبي حاتم،الأصيل - مخرجا (8/ 2786)(15757 ) ضعيف لا يحتج به في هذا المقام،فيه ضعف وجهالة