أسباب الوقاية من السحر
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض يحيي ويميت وهو الحي الذي لا يموت الأول فلا شيء قبله والآخر فلا شيء بعده والظاهر فلا شيء فوقه والباطن فلا شيء دونه له الكمال في كل شيء كمال يليق بجلاله كمال لا تدركه العقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الخلق وله الأمر واليه يرجع الأمر كله دقة وجله علانيته وسره سبحانه وتعالى عما يصفون وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير مبعوث لكافة البشر بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لأمته نصائح حيرت العقول والفِكر وأحيت قلوبا وأوصلتها إلى دار النعيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا أما بعد أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد فاتقوه تفلحوا وافتقروا إليه يغنيكم من فضله خلق الله الداء وجعل له دواء وابتلانا بالداء لنفتقر إليه فيكشف الداء بالدواء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله خلق الداء والدواء فتداووا ولا تتداووا بحرام )اعلموا أن الوقاية من السحر ووقوعه تكون بأمور منها التقوى والإحسان قال تعالى (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ومنها تحقيق الإيمان والعمل بالطاعات التي تزيد منه ( الله ولي الذين آمنوا ) وقوله ( ان الله يدافع عن الذين آمنوا ) ومنها التوكل على الله عز وجل قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ومنها الصدقة التي تدفع البلاء وتخفف منه إذا وقع ومنها الاستغفار والتوبة لأن البلاء يقع بسبب الذنوب والمعاصي ومنها الاستعاذة بالله من شر السحر والسحرة وجميع الشرور والتحصين بقراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة وكذلك قراءتها عند النوم فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان وكذلك قراءة خواتيم سورة البقرة ( آمن الرسول إلى آخر السورة ) فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة فقد كفتاه ) أي كفتاه من كل سوء وكذلك قراءة المعوذتين الفلق والناس وكذلك الإكثار من التعوذات النبوية قال عليه الصلاة والسلام ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزلة ذلك ) وغيرها كثير وكذلك الإكثار من تلاوة القرآن والإكثار من الدعاء ومن أسباب الوقاية أكل سبع ثمرات من العجوة كل صباح فعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله ( من اصطبح كل يوم ثمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) وجاء في رواية سبع تمرات والعجوة نوع من تمر المدينة يضرب لونه إلى السواد وهو ما غرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ومن أسباب الوقاية من السحرالابتعاد عن طريق السحرة والذهاب إليهم لأن بعضهم يقوموا بسحر من يأتيهم من الموهومين أو المستفسرين ليترددوا عليهم وأكثر ما يفعلوا ذلك مع النساء لرغباتهم وشهواتهم حتى تقع فريسة سهله بين أيديهم ومن ذلك الابتعاد عن قرناء السوء وما أكثرهم وهؤلاء قد لا يظهر منهم أنهم على علاقة مع السحرة ولكنهم لفسقهم وابتعادهم عن طريق الله القويم لا يتورع أحدهم أن يسحر اعز أصدقائه إذا غضب منه أو طمع في شيء منعه إياه ووجد من سحر صديقه طعماً في زوجة صديقه ومن أسباب الوقاية العدل وعدم الظلم فيكثر من الناس جاهلون فإذا ظلم أحدهم ذهب فسحر انتقاما وكم وجد من الخدم من فعل ذلك سواء بأنه ظلم أو سحر ليكون هو المهيمن على سيده أو غير ذلك وورد في أثر صحيح أن عائشة رضي الله عنها باعت جارية لها وكانت قد سحرتها لتعتقها فأتت بها عائشة رضي الله عنها وسألتها هل سحرتني قالت نعم قالت لماذا قالت أحببت العتق قالت عائشة والله لا تعتقي أبدا وكم وجدنا من ظلم فسحر ووجدنا من اعتدي عليه بالسحر لسرقة أمواله وكله وارد لذا يتحرى الإنسان في تعامله مع الناس الذين يدخل عليم ويدخلون عليه ومن أسباب الوقاية وخاصة النساء وهن أكثر من يصبن بالسحر وأكثر ما يقع من المشاحنات بين الجارات تنتهي بان تسحر جارتها لتطلق أو العكس تسمع قصة جارتها مع زوجها والمشاكل التي بينهم فتأتيها بأسحار توهمها إنها علاج يذهب بالعداوة التي تكون بين الأزواج وأن هذا سيحبب زوجها فيها فتفعله المسكينة فتدمر حياتها بنفسها لذا على كل مرأة مؤمنة عاقلة أن تحتاط وتحرص في تعاملها مع جاراتها وأن تمسك لسانها وتختار من جاراتها ذات الدين والخلق القويم ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ بالله من جار السوء في دار المقامة ومن أسباب الوقاية التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحسن من صلى وصام وكان يحيي الليل بالقيام وكان يتحصن بالأذكار والأدعية ويكثر من الاستغفار والتعوذ لما يعلم من خطورة الشرور التي حوله وكثير منا قد أهمل هذا الجانب فالصلاة في البيوت انعدمت فلا صلاة ولا قيام ولا أذكار ولا استغفار بل وامتلأت البيوت التي هي شبه حصن للمسلم امتلأت بأنواع الشرور مما يسبب وقوع أنواع الأذى فواجب علينا أن نرعى هذا الجانب اهتماما كبيرا وأخيرا ظهر في الآونة الأخيرة من يطلع على كتب السحر ويريد أن يجرب حظه وللأسف وجد من الطلاب الذين لم يصلوا بعد إلى المرحلة الثانوية من يحمل هذه الكتب ويجربها ويقرأها يريد أن يرى العجائب وتخضع له سائر الصعوبات والعقبات فإذا بالمسكين قد سحر نفسه وأصيب بمس الشياطين بل وآذى أهله حتى تضرر منه والديه فلذا على الوالدين مراقبة الأبناء وما يدخلوه في البيوت وتذكيرهم ونصحهم بخطر هذه الكتب ليبتعدوا عن هذه الطريق المظلمة نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبصرنا في ديننا وأن يحفظنا من كل مكروه انه قريب مجيب .