﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾
معنى قوله تعالى { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}
مستفاد من: شرح معارج القبول - الدرس 03 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ فبين تعالى أنه بمجرد تعلمه يكفر سواء عمل به وعلمه أو لا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فإذا أتاهما الآتي مريد السحر نهياه أشد النهي وقالا له:﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾
وذلك أنهما عَلِما الخير والشر والكفر والإيمان، فعرفا أن السحر من الكفر، قال: فإذا أبى عليهما أمَرَاه أن يأتي مكان كذا وكذا فإذا أتى عاين الشيطان فعلمه، فإذا تعلمه خرج منه النور ، فنظر إليه ساطعاً في السماء فيقول يا حسرتاه يا ويلاه ماذا صنع.
وروى ابن حاتم عن الحسن البصري أنه قال في تفسير هذه الآية: نعم، أُنزل الملكان بالسحر ليعلما الناس البلاء الذي أراد الله تعالى أن يبتلي به الناس، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يُعلما أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.
وقال قتادة: كان أُخذ عليهما أن لا يعلمان أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة ، أي بلاء ابتلينا به فلا تكفر.
وقال السُدي: إذا أتاهما إنساناً يُريد السحر وعظاه وقالا له: لا تكفر إنما نحن فتنة، فإذا أبى قالا له ائت هذا الرماد فبُل عليه، فإذا بال عليه خرج منه نور فسطع حتى يدخل السماء وذلك الإيمان، وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكل شيء وذلك غضب الله، فإذا أخبراهما بذلك علماه السحر، فذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ الآية.