بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن عبد الله بن مسعود يرفعه : الترمذي تفسير القرآن (2988). إن للملك بقلب ابن آدم لمة ، وللشيطان لمة ، فلمة الملك إيعاد بالخير ، وتصديق بالحق ، ورجاء صالح ثواب ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وقنوط من الخير ، فإذا وجدتم لمة الملك ، فاحمدوا الله ، واسألوه من فضله ، وإذا وجدتم لمة الشيطان ، فاستعيذوا بالله واستغفروه . وقال له عثمان بن أبي العاص : قد حال الشيطان بيني وبين صلاتي وقراءتي ؟ قال : مسلم السلام (2203) ، أحمد (4/216). ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته ، فتعوذ بالله ، واتفل عن يسارك ثلاثا رواه مسلم . . أبو داود الأدب (5112) ، أحمد (1/340). وشكا إليه الصحابة أن أحدهم يجد في نفسه لأن يكون حممة أحب إليه من أن - ص 91 - يتكلم به ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة . البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6866) ، مسلم الإيمان (136) ، أحمد (3/102). وأرشد من بلي بشيء من وسوسة التسلسل في الفاعلين إذا قيل له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ - أن يقرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم سورة الحديد ، الآية : 3 . . وكذلك قال ابن عباس لأبي زميل وقد سأله : ما شيء أجده في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قال : قلت : والله لا أتكلم به ، فقال : أشيء من شك ؟ قلت : بلى ، قال : ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله عز وجل : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك سورة يونس ، الآية : 94 . الآية ، فإذا وجدت في نفسك شيئا ، فقل : هو الأول والآخر والظاهر الآية . فأرشدهم بالآية إلى بطلان التسلسل ببديهة العقل ، وأن سلسلة المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قبله شيء ، كما تنتهي في آخرها إلى آخر ليس بعده شيء ، كما أن ظهوره : هو العلو الذي ليس فوقه شيء ، وبطونه هو : الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء ، ولو كان قبله شيء يكون مؤثرا فيه ، لكان ذلك هو الرب الخلاق ، فلا بد أن ينتهي الأمر إلى خالق غني عن غيره ، كل شيء فقير إليه ، قائم بنفسه ، وكل شيء قائم به ، موجود بذاته ، وكل شيء موجود به قديم ، لا أول له ، وكل ما سواه فوجوده بعد عدمه باق بذاته ، وبقاء كل شيء به ، وقال صلى الله عليه وسلم : البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6866) ، مسلم الإيمان (136) ، أحمد (3/102). لا يزال الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيء ، فليستعذ بالله ، ولينته . وقال تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله سورة فصلت ، الآية : 26 . الآية ولما كان الشيطان نوعين : نوعا يرى عيانا وهو الإنسي ، ونوعا لا يرى وهو الجني - أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر الإنسي بالإعراض والعفو والدفع بالتي هي أحسن ، ومن شر الجني بالاستعاذة ، وجمع بين نوعين في ( سورة الأعراف ) و ( المؤمنون ) و ( فصلت ) .
فمــــا هــــو إلا الاســــتعاذة ضارعـــا أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
فهــذا دواء الــداء مــن شــر مــا يـرى