منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان

هذا الموقع يهم كل المسلمين لأن الكلام سيكون عن قرين الإنسان ( الشيطان )وهذا القرين يغفل عنه الكثير من الناس فهو سبب تعاسة الإنسان في الدنيا والآخرة إلا ما رحم ربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سَحَرَةُ بابل !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 27/02/2015

سَحَرَةُ بابل !! Empty
مُساهمةموضوع: سَحَرَةُ بابل !!   سَحَرَةُ بابل !! Emptyالثلاثاء أبريل 14, 2015 5:43 pm


سَحَرَةُ بابل !!

كان المجتمع البابلي ـ على عهد الكلدانيّين ـ مجتمعاً فاسداً شاعت فيه الفحشاء و المنكرات و راج الإفساد في الأرض ، و كان من أساليب إفسادهم ارتكاب الحيل الماكرة و الدسائس الخادعة لإيجاد البغضاء و الشحناء بين الناس ، و بثّ روح سوء الظنّ بين المؤتلفين : بين المرء و زوجه بين الوالد و ولده . بين الأخوين . بين الشريكين في صنعةٍ أو تجارة . و ذلك عن طريق الوساوس و الدسائس و الخُدَع و النيرنجات ، و كان السبب يعود إلى هيمنة الحَسَد على الناس حينذاك ، بما جَعَلهم يبغض بعضهم بعضاً و يعمل بعضهم ضدّ البعض في أساليب و حيل خدّاعة كلّ يوم في شكل من أشكالها ، و يتعاون بعضهم مع بعض في تخطيط هذه الأساليب و تنويعها ﴿ ... يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ... ﴾ [55] . و إلى ذلك تشير سورة الناس : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ﴾ [56] . الخنس : العمل في خفاء و عن وحشة الافتضاح ، و من ثَمَّ إذا أحسّ بالفضح خنس أي انقبض و تخفّى بسرعة . فكان الخنّاس هو الذي يعمل في خبثٍ معه ضعف و جبن و وهن في مقدرته الماكرة .

فأنزل الله الملَكين هاروت و ماروت ببابل ينبّهان الناس على إفشاء تلك الأساليب الماكرة و يعلّمانهم طرق التخلّص منها و النقض من أثرها . غير أنّ بعض الخبثاء كانوا يتعلّمون ما يضرّهم دون ما ينفعهم . ليفرّقوا بين المرء و زوجه . سوى أنّ الله غالب على أمره و ما تشاءون إلاّ أن يشاء الله .

يقول الله عن سوء تصرّف بني إسرائيل : ﴿ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [57] .
لقد تركوا ما أنزل الله و نبذوه وراء ظهورهم ، و راحوا يتتبّعون ما كان يقصّه الشياطين ـ و الشيطان وصفٌ لكلّ خبيث سيّئ السريرة ـ على عهد سليمان و أساليب تضليلهم للناس من دعاوٍ مكذوبة عن سليمان حيث كانوا يقولون إنّه كان ساحراً و إنّه سخّر ما سخّر بسحره . و القرآن ينفي عنه ذلك ﴿ ... وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ... ﴾ [58] باستعمال السحر الذي هو في حدّ الكفر بالله العظيم . ﴿ ... وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ ... ﴾ [59] ( خبثاء الجنّ و الإنس ) ﴿ ... كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ... ﴾ [60] ( طرق الإضلال و أساليب التضليل ) .

ثمّ ينفي أنّ السحر مُنزل من عند الله على الملَكين : هاروت و ماروت ، اللذين كان مقرّهما بابل . و يبدو أنّه كانت هناك قصّة معروفة عنهما و كان اليهود أو الشياطين يدّعون أنّهما كانا يَعْرِفان السحر و يعلّمانه للناس . فنفى القرآن هذه الفرية ، وبيّن الحقيقة ، و هي أنّ هذين الملَكين كانا هناك فتنة و ابتلاء للناس ، كانا يقولان لكلّ من يأتيهما طالباً منهما معرفة طريق التخلّص من براثن الشياطين السحرة : لا تكفر باستخدام تلك الأساليب الماكرة . و قد كان بعض الناس يصرّ على تعلّم السحر لغرض خبيث على الرغم من تحذيره و تبصيره ، ﴿ ... فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ... ﴾ [61] . و هنا يبادر القرآن فيقرّر كلّيه التصوّر الإسلامي الأساسية ، و هي أنّه لا يقع شيء في هذا الوجوه إلاّ بإذن الله و رعاية مصلحته و حكمته . فبإذن الله تفعل الأسباب فعلها و تنشأ آثارها و تحقّق نتائجها و إن مصلحته و حكمته . فبإذن الله تفعل الأسباب فعلها و تنشأ آثارها و تحقّق نتائجها و إن كانت عاقبة السوء تعود على الزائغين الذين ينحرفون عن الطريق السوي و الصراط المستقيم الذي رسمه لهم ربّ العالمين .

ثمّ يقرّر القرآن حقيقة ما يتعلّمونه بُغية إيقاع لشرّ بالآخرين ، إنّه شرّ عليهم و ليس خيراً لهم ﴿ ... وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ... ﴾ [62] . و ربّما يكفي أن يكون هذا الشرّ هو الكفر و الخسران في الآخرة ﴿ ... وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ... ﴾ [63] . فمن تعلّم شرّاً و حاول الإضرار به يعلم أن لا نصيب له في العاقبة ، فهو حين يختاره و يشتريه يفقد كل رصيد له في الآخرة سوى العقاب . فما أسوأ ما باعوا به أنفسهم و أضاعوا خيرات كانت لهم في عقبى الدار . ﴿ ... وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [64] لو كانوا يفقهون و يعون واقع الأمر .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ibrahimsarhan.forumegypt.net
 
سَحَرَةُ بابل !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان :: البرامج العلاجيه :: البرنامج العلاجى للسحر-
انتقل الى: