منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان

هذا الموقع يهم كل المسلمين لأن الكلام سيكون عن قرين الإنسان ( الشيطان )وهذا القرين يغفل عنه الكثير من الناس فهو سبب تعاسة الإنسان في الدنيا والآخرة إلا ما رحم ربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 27/02/2015

فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى   فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى Emptyالسبت أبريل 11, 2015 10:12 pm

فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى


سئل فضيلة الشيخ : عن حكم الرقية ؟ وعن حكم كتابة الآيات وتعليقها في عنق المريض ؟ فأجاب بقوله :
الرقية على المريض المصاب بسحر أو غيره من الأمراض لا بأس بها إن كانت من القرآن الكريم أو من الأدعية المباحة , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي أصحابه , ومن جملة ما يرقاهم به : ( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض , كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض , أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع ) فيبرأ .. ومن الأدعية المشروعة : ( بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك , من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) .. ومنها أن يضع الإنسان يده على الألم الذي يؤلمه من بدنه فيقول : ( أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر ) .. إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وأما كتابة الآيات والأذكار وتعليقها فقد اختلف أهل العلم في ذلك : فمنهم من أجازه ,, ومنهم من منعه ,, والأقرب المنع من ذلك لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما الوارد أن يقرأ على المريض ,, أما تعليق الآيات أو الأدعية على المريض في عنقه أو في يده أو تحت وسادته وما أشبه ذلك فإن ذلك من الأمور الممنوعة على القول الراجح لعدم ورودها ,, وكل إنسان يجعل من الأمور سببا لأمر آخر بغير إذن من الشرع فإن عمله هذا يعد نوعا من الشرك لأنه إثبات سبب لم يجعله الله سببا ..

وسئل غفر الله له عن حكم تعليق التمائم والحجب ؟ فأجاب بقوله :
هذه المسألة أعني تعليق الحجب والتمائم تنقسم إلى قسمين :
أحدهما : أن يكون المعلق من القرآن .. والثاني : أن يكون من غير القرآن الكريم مما لا يعرف معناه ..
فأما الأول وهو تعليقها من القرآن الكريم فقد اختلف في ذلك أهل العلم سلفا وخلفا ,, فمنهم من أجاز ذلك ورأى أنه داخل في قوله تعالى : ( ونُنـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وقوله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ) وأن من بركته أن يعلق ليـدفع به الســوء .. ومنهم من منع ذلك وقال : إن تعليقها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبب شرعي يدفع به السوء أو يرفع به , والأصل في مثل هذه الأشياء التوقيف , وهذا القول هو الراجح وأنه لا يجوز تعليق التمائم ولو من القرآن الكريم , ولا يجوز أيضا أن تجعل تحت وسادة المريض , أو تعلق في الجدار وما أشبه ذلك , وإنما يدعى للمريض ويقرأ عليه مباشرة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل .. وأما إذا كان المعلق من غير القرآن الكريم مما لا يفهم معناه وهو القسم الثاني فإنه لا يجوز بكل حال لأنه لا يدري ماذا يكتب , فإن بعض الناس يكتبون طلاسم وأشياء معقدة , حروف متداخلة ما تكاد تعرفها ولا تقرأها , فهذا من البدع وهو محرم ولا يجوز بكل حال .. والله أعلم ..

وسئل عن حكم وضع العروس قدمها في دم خروف مذبوح ؟ فأجاب بقوله :
ليس لهذه العادة من أصل شرعي وهي عادة سيئة لأنها عقيدة فاسدة لا أساس لها من الشرع ,, وأن تلوثها بالدم النجس سفه , لأن النجاسة مأمور بإزالتها والبعد عنها .. وبهذه المناسبة أود أن أقول لإخواني المسلمين : إن من المشروع أن الإنسان إذا أصابته النجاسة فليبادر بإزالتها وتطهيرها , فإن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم , فإن الأعرابي لما بال في المسجد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يراق على بوله ذنوبا من ماء ,, وكذلك الصبي الذي بال في حجر النبي صلى الله عليه وسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فأتبعه إياه أي أتبعه بول الصبي ,, وتأخير إزالة النجاسة سبب يؤدي إلى نسيان ذلك ثم يصلي الإنسان وهو على نجاسة ,, وهذا وإن كان يعذر به على القول الراجح وأنه لو صلى بنجاسة نسي أن يغسلها فصلاته صحيحة  لكن ربما يتذكر في أثناء الصلاة وحينئذ إذا لم يمكنه أن يتخلص من النجاسة مع الاستمرار في صلاته فلازم ذلك أن سوف يقطع صلاته وينصرف ويبتدؤها من جديد .. على كل حال هذه العادة السيئة التي وقع السؤال عنها فيها تلوث المرأة بالنجاسة الذي هو من السفه , فإن الشرع أمر بالتخلص من النجاسة وتطهيرها , ثم إنني أخشى أن يكون هناك عقيدة أخرى وهو أن يذبحوه إما لجن أو شياطين أو ما أشبه ذلك فيكون هذا نوعا من الشرك ومعلوم أن الشرك لا يغفره الله عز وجلّ . والله المستعان

وسئل : عن شخص سكن في دار فأصابته الأمراض وكثير من المصائب مما جعله يتشاءم هو وأهله من هذه الدار ..
فهل يجــوز لـه تركـها لهـذا الســبب ؟ فأجـاب بقـوله :
ربما يكون بعض المنازل أو بعض المركوبات أو بعض الزوجات مشئوما يجعل الله بحكمته مع مصاحبته إما ضررا أو فوات منفعة أو نحو ذلك ,, وعلى هذا فلا بأس من بيع هذا البيت والانتقال إلى بيت غيره , ولعل الله أن يجعل الخير فيما ينتقل إليه وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الشؤم في ثـلاث : الـدار ,, والمرأة ,, والفـرس ) .. فبعض المركوبات يكون فيها شؤم ,, وبعض الزوجات يكون فيهن شؤم ,, وبعض البيوت يكون فيها شؤم ,, فإذا رأى الإنسان ذلك فليعلم أنه بتقدير الله عز وجلّ وأن الله سبحانه وتعالى بحكمته قدر ذلك لينتقل الإنسان إلى محل آخر .. والله أعلم ..

وسئل الشيخ : عن حكم النفث في المــاء ؟ فأجـاب بقولـه :
القسم الأول : أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك ,, لأن ريق الإنسان ليس سببا للبركة والشفاء ولا أحد يتبرك بآثاره ,, فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته ,, وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة رضي الله عنها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفى بها المرضى ,, فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء ,, لكن غير النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه أو بعرقه أو بثوبه أو بغير ذلك ,, بل هذا حرام ونوع من الشرك ,, فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك وذلك لأن كل من أثبت لشيء سببا غير شرعي ولا حسي فإنه قد أتى نوعا من الشرك ,, لأنه جعل نفسه مسببا مع الله وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قبل الشرع فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سببا لا حسّا ولا شرعا فإنه قد أتى نوعا من الشرك ..
القسم الثاني : أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة والفاتحة رقية وهي من أعظم ما يرقى به المريض ,, فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به ,, وقد فعله بعض السلف وهو مجرب ونافع بإذن الله وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه .. والله الموفق ..

وسئل فضيلته : هل للسحر حقيقة ؟ وهل سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأجـاب بقوله :
السحر ثابت ولا مرية فيه وهو حقيقة وذلك بدلالة القرآن الكريم والسنة , أما القرآن الكريم فإن الله تعالى ذكر عن سحرة فرعون الذين ألقوا حبالهم وعصيهم وسحروا أعين الناس واسترهبوهم ,, حتى إن موسى عليه الصلاة والسلام كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وحتى أوجس في نفسه خيفة ,, فأمره الله تعالى أن يلقي عصاه فألقاها فإذا هي حية تسعى تلقف ما يأفكون وهذا أمر لا إشكال فيه وأما السنة ففيها أحاديث متعددة في ثبوت السحر وتأثيره ,, وأما النبي عليه الصلاة والسلام سُحر فنعم , فقد ثبت من حديث عائشة وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر وأنه كان يخيل إليه أنه أتى الشيء وهو لم يأته , ولكن الله تعالى أنزل عليه سورتي قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فشفاه الله بهما ..

وسئل : عن حكم حلّ السحر عن المسحور " النشرة " ؟ فأجـاب قـائـلا :
حل السحر عن المسحور " النشرة " الأصح فيها أنها تنقسم إلى قسمين : القسم الأول : أن تكون بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية والأدوية المباحة فهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة بل ربما تكون مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرة .. القسم الثاني : إذا كانت النشرة بشيء محرم كنقض السحر بسحر مثله فهذا موضع خلاف بين أهل العلم : فمن العلماء من أجازه للضرورة .. ومنهم من منعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) وإسناده جيد رواه أبو داود ,, وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرما وعلى المرء أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع لإزالة ضرره والله سبحانه وتعالى يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ويقول الله تعالى : ( أمَّن يجيبُ المضطر إذا دعاه ويكشفُ السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءإله مع الله قليلا ما تذكرون ) .. والله الموفق ..

وسئل : عن حكــم التـوفيـق بين الزوجيـن بالســحر ؟ فأجاب بقوله :
هذا محرم ولا يجوز وهذا يسمى بالعطف ,, وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضا محرم وقد يكون كفرا وشركا , قال الله تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) ..

وسئل : هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها ويجعلهم يخرجون له كنوزا مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد فما حكم هذا العمل فأجـاب قائلا : هذا العمل ليس بجائز فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب والشرك أمره خطير قال الله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم , يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق , ويغرهم بما يعطيهم من الأموال , فالواجب مقاطعة هؤلاء وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم , وأن يحذر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم , والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ويقولون القول تخرصا ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس , ويقولون نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ,, وإن لم يوافق ادعوا دعاوي باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجلّ وأخذ أموال الناس بالباطل , فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير , وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا العمل وأن تصححوا أعمالكم وتطيبوا أموالكم ..

وسئل فضيلته : هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟ فأجاب بقوله :
رأينا في العين أنها حق ثابت شرعا وحسا قال الله تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ) قال ابن عباس وغيره في تفسيرها : أي يعينوك بأبصارهم , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استغسـلتم فاغسـلوا ) رواه مسلم , ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال : لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط به , فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا , فقال : ( من تتهمون ؟ ) قالوا : عامر بن ربيعة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه , وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .. وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي : القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك , من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) .. الاستغسال : كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب ,, أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل , وكذلك الأخذ من أثره وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه .. والله أعلم .. والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل , لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها ,, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة .. ويقول : هكـذا كان إبـراهيـم يعوذ إسـحاق وإسـماعيل عليـهما الســلام ) .. رواه البخاري ..

وسئل الشيخ : اختلف بعض الناس في العين فقال بعضهم : لا تؤثر لمخالفتها للقرآن الكريم فما القول الحق في هذه المسألة ؟ فأجاب بقوله : القول الحق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهي : ( إن العين حق ) وهذا أمر قد شهد له الواقع ولا أعلم آيات تعارض هذا الحديث حتى يقول هؤلاء إنه يعارض القرآن الكريم بل إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سببا , حتى إن بعض المفسرين قالوا في قوله تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ) قالوا : إن المراد هنا العين  ولكن على كل حال سواء كان هذا هو المراد بالآية أم غيره فإن العين ثابتة وهي حق ولا ريب فيها ,, والواقع يشهد لذلك منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم .. ولكن من أصيب بالعين فماذا يصنع ؟ الجواب : يعامل بالقراءة وإذا عُلم عائنه فإنه يطلب منه أن يتوضأ ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للمعائن يصب على رأسه وعلى ظهره ويسقى منه وبهذا يشفى بإذن الله ,, وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية وما أشبه ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ورأينا ذلك يفيده حسبما تواتر عندنا من النقول فإذا كان هذا هو الواقع فلا بأس باستعماله لأن السبب إذا ثبت كونه سببا شرعيا أو حسّا فإنه يعتبر صحيحا ,, أما ما ليس بسبب شرعي ولا حسي فإنه لا يجوز اعتماده مثل أولئك الذين يعتمدون على التمائم ونحوها يعلقونها على أنفسهم ليدفعوا بها العين فإن هذا لا اصل له سواء كانت هذه من القرآن الكريم أومن غير القرآن الكريم وقد رخص بعض السلف في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن الكريم ودعت الحاجة إليها

وسئل فضيلته : هل للجن تأثير على الأنس ؟ وما طريق الوقاية منهم ؟ فأجـاب بقوله :
لا شك أن الجن لهم تأثير على الإنس بالأذية التي قد تصل إلى القتل وربما يؤذونه برمي الحجارة وربما يروَّعون الإنسان إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنة ودل عليها الواقع ,, فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات وأظنها غزوة الخندق وكان شابا حديث عهد بعرس , فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب فأنكر عليها ذلك , فقالت له : ادخل فدخل فإذا حية ملتوية على الفراش وكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت وفي الحال أي الزمن الذي ماتت فيه الحية مات الرجل فلا يدري أيهما أسبق موتا الحية أم الرجل , فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفتين .. وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس وأنهم يؤذونهم كما أن الواقع شاهد بذلك فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت بأن الإنسان قد يأتي إلى الخربة فيرمي بالحجارة وهو لا يرى أحدا من الإنس في هذه الخربة وقد يسمع أصواتا وقد يسمع حفيفا كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به , وكذلك أيضا قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي إما بعشق أو لقصد الإيذاء أو لسبب آخر من الأسباب ويشير إلى هذا قوله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن الإنسي نفسه ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم وربما يأخذ القارىء عليه عهدا ألا يعود ,, إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار وانتشرت بين الناس , وعلى هذا فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم مثل آية الكرسي , فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شـيطان حتـى يصبـح .. والله الحافــظ ..

وسئل الشيخ : هل للجـن حقيقة ؟ وهل لهم تأثير ؟ وما علاج ذلك ؟ فأجـاب قائـلا :
أما حقيقة حياة الجن فالله أعلم بها , ولكننا نعلم أن الجن أجسام حقيقية وأنهم خلقوا من النار وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون ولهم ذرية كما قال الله تعالى في الشيطان : ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ) , وأنهم مكلفون بالعبادات فقد أرسل إليهم النبي عليه الصلاة والسلام وحضروا واستمعوا القرآن الكريم كما قال تعالى : ( قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) وكما قال تعالى : ( وإذ صرفنا إليك نفر من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) إلى آخر الآيات ,, وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد قال : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما ) وهم أعني الجن يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة وكذلك على الشرب كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وعليه فإن الجن حقيقة واقعة وإنكارهم تكذيب للقرآن الكريم وكفر بالله عز وجلّ ,, وهم يؤمرون وينهون ويدخل كافرهم النار كما قال تعالى : ( قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها ) ومؤمنهم يدخل الجنة أيضا لقوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان * ذواتا أفنان * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) والخطاب للجن والإنس , ولقوله تعالى : ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ) إلى غير ذلك من الآيات والنصوص الدالة على أنهم مكلفون يدخلون الجنة إذا آمنوا ويدخلون النار إذا لم يؤمنوا .. أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضا فإنهم يؤثرون على الإنس , إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم , وإما أن يؤثروا عليه بالترويع والإيحاش وما أشبه ذلك .. والعلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية مثل قراءة آية الكرسي فإن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ..

سئل فضيلة الشيخ : عن السحر وحكم تعلمه ؟ فأجـاب بقوله :
السحر قال العلماء هو في اللغة " عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه " بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس , وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم والكهانة بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلامSad إن من البيان لسحرا )  فكل شيء له أثر بطريق خفي فهو من السحر , وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه : " عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل , وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره " .. وتعلم السحر محرم , بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله تبارك وتعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) فتعلم هذا النوع من السحر وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين كفر , واستعماله أيضا كفر وظلم وعدوان على الخلق , ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حدا فإن كان سحره على وجه يكف به فإنه يقتل حدا دفعا لشره وأذاه عن المسـلمين ..

سئل : هـل للسـحر حقيقـة ؟ فأجـاب بقوله :
للسحر حقيقة ولا شك وهو مؤثر حقيقة , لكن كونه يقلب الشيء أو يحرك الساكن أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة , انظر إلى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله تعالى : ( سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) كيف سحروا أعين الناس ؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين تمشي كما قال الله تعالى : ( يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى ) فالسحر في قلب الأشياء وتحريك الساكن أو تسكين المتحرك ليس له أثر , لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركا والمتحرك ساكنا , أثره ظاهر جدا إذن فله حقيقة ويؤثر على بدن المســحور وحواســه وربما يهلكـه ..

سئل الشيخ : عن أقســام الســحر ؟ وهل الســاحر كافـر ؟ فأجـاب بقوله :
السحر ينقسم إلى قسمين : الأول : عقد ورقى , أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى الإشراك بالشياطين فيما يريد لضرر المسحور , قال الله تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) .. الثاني : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله وهو ما يسمى عندهم بالعطف والصرف  فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء , والصرف بالعكس من ذلك , فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئا فشيئا حتى يهلك , وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه .. وكفر الساحر اختلف فيه أهل العلم : فمنهم من قال يكفر ومنهم من قال لا يكفر , ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة : فمن كان سحره بواسطة الشياطين فإنه يكفر , ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير فإنه لا يكفر ولكنه يعتبر عاصيا

سئل فضيلة الشيخ : هـل قتـل الســاحر ردة أو حدا ؟ فأجـاب بقوله :
قد يكون حدا وقد يكون ردة بناء على التفصيل السابق في كفر الساحر فمتى حكمنا بكفره فقتله ردة , وإذا لم نحكم بكفره فقتله حدا , والسحرة يجب قتلهم سواء قلنا بكفرهم أم لا , لعظم ضررهم وفظاعة أمرهم , فهم يفرقون بين المرء وزوجه , وكذلك العكس فهم قد يعطفون فيؤلفون بين الأعداء ويتوصلون بذلك إلى أغراضهم كما لو سحر امرأة ليزني بها , فيجب على ولي الأمر قتلهم بدون استتابة ما دام أنه حد لأن الحد إذا بلغ الإمام لا يستتاب صاحبه بل يقام بكل حال , أما الكفر فإنه يستتاب صاحبه , وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود , وذكروا من الحدود حدّ الردة , لأن قتل المرتد ليس من الحدود لأنه إذا تاب انتفى عنه القتل , ثم إن الحدود كفارة لصاحبها وليس بكافر , والقتل بالردة ليس بكفارة وصاحبه كافر لا يصلى عليه ولا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين .. فالقول بقتل السحرة موافق للقواعد الشرعية , لأنهم يسعون في الأرض فسادا وفسادهم من أعظم الفساد , وإذا قتلوا سلم الناس من شرهم وارتدع الناس عن تعاطي الســحر ..

وسئل فضيلته : هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سـحر ؟ فأجـاب بقوله :
نعم ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر , لكن لم يؤثر عليه من الناحية التشريعية أو الوحي , إنما غاية ما هنالك أنه وصل إلى درجة يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله , وهذا السحر الذي وضع كان من يهودي يقال له لبيد بن الأعصم وضعه له , ولكن الله تعالى أنجاه منه حتى جاءه الوحي بذلك وعوذ بالمعوذتين عليه الصلاة والسلام , ولا يؤثر هذا السحر على مقام النبوة لأنه لم يؤثر في تصرف النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالوحي والعبادات .. وقد أنكر بعض الناس أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم سحر , بحجة أن هذا القول يستلزم تصديق الظالمين الذين قالوا : ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ولكن هذا لا شك أنه لا يستلزم موافقة هؤلاء الظالمين بما وصفوا به النبي صلى الله عليه وسلم لأن أولئك يدعون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسحور فيما يتكلم به من الوحي وأن ما جاء به هذيان كهذيان المسحور , وأما السحر الذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر عليه في شيء من الوحي ولا في شيء من العبادات , ولا يجوز لنا أن نكذب الأخبار الصحيحة بمجـرد فهـم سـيء فهمـه من فهمـه ..

سئل الشيخ : عن حكم ســؤال العـراف ؟
سؤال العراف ينقسم إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : أن يسأله فيصدقه ويعتبر قوله فهذا حرام بل كفر , لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن .. القسم الثاني : أن يسأله ليختبره , هل هو صادق أو كاذب , لا لأجل أن يأخذ بقوله فهذا جائز وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد قال : ( ماذا خبأت لك ؟ ) قال : الدخ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له لأجل أن يختبره لا ليصدقه ويعتبر قوله .. القسم الثالث : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه , وهذا أمر مطلوب وقد يكون واجبـا ..

وسئل : عن الكهانة ؟ وحكم إتيان الكهان ؟ فأجـاب بقوله :
الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن , وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها , وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به , ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول ثم يحدثون بها الناس فإذا وقع الشيء مطابقا لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعا في الحكم بينهم , وفي استنتاج ما يكون في المستقبل ولهذا نقول : الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل . والذي يأتي الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه فهذا محرم , وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوما , كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما أو أربعين ليلة ) .. القسم الثاني : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به , فهذا كفر بالله عز وجلّ لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب , وتصديق البشر في دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) .. القسم الثالث : أن يأتي الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس , وأنها كهانة وتمويه وتضليل , فهذا لا بأس به , ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ابن صياد فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في نفسه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا خبأ له ؟ فقال : الدخ يريد الدخان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثـة : الأولى : أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه , وبدون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة .. الثانية : أن يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله عز وجلّ يجب على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله عز وجلّ وإلا مات على الكفر .. الثالثة : أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به

وسئل فضيلته : عن التنجيـم وحكــمه ؟ فأجـاب بقوله :
التنجيم مأخوذ من النجم , وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية , بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها , وطلوعها وغروبها واقترانها وما أشبه ذلك , والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها , فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء , ولهذا كان من عقيدة أهل الجاهلية أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم , فكسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم رضي الله عنه فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم , فخطب النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى الكسوف وقال : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ) فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ارتباط الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية وكما أن التنجيم بهذا المعنى نوع من السحر والكهانة , فهو أيضا سبب للأوهام والانفعالات النفسية التي ليس لها حقيقة ولا أصل , فيقع الإنسان في أوهام وتشاؤمات ومتاهات لا نهاية لها .. وهناك نوع آخر من التنجيم وهو أن الإنسان يستدل بطلوع النجوم على الأوقات والأزمنة والفصول , فهذا لا بأس به ولا حرج فيه مثل أن نقول إذا دخل نجم فلان فإنه يكون قد دخل موسم الأمطار أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به ولا حرج فيه

وسئل الشيخ : ما العلاقة بين التنجيم والكهانة ؟ وأيهما أخطر ؟ فأجـاب قائـلا :
العلاقة بين التنجيم والكهانة أن الكل مبني على الوهم والدجل , وأكل أموال الناس بالباطل , وإدخال الهموم والغموم عليهم وما أشبه ذلك ..وبالنسبة لخطرهما على المسلمين فهذا ينبني على شيوع هذا الأمر بين الناس فقد يكون في بعض البلاد لا أثر للتنجيم عندهم إطلاقا ولا يهتمون به ولا يصدقون به , ولكن الكهانة منتشرة بينهم فتكون أخطر , وقد يكون الأمر بالعكس لكن من حيث واقع الكهانة والتنجيم فإن الكهانة أخطر ..

سئل الشيخ : مـا حكـم خـدمة الجـن للإنــس ؟ فأجـاب بقوله :
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوي ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات : الأولى : أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبليغ الشرع , فمثلا إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن , أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعا فإنه يكون أمرا محمودا أو مطلوبا وهو من الدعوة إلى الله عز وجلّ .. والجن حضروا للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن وولوا إلى قومهم منذرين والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد أن يكون عالما بما ينذر عابدا .. الثانية : أن يستخدمهم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد ونحو ذلك .. الثالثة : أن يستخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك , فهذا محرم لما فيه من العدوان والظلم .. ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركا كان أعظم وأشـد ..

وسئل : ما حكم سـؤال الجـن وتصـديقهم فيـما يقـولـون ؟ فأجـاب قائـلا :
سؤال الجن وتصديقهم فيما يقولون : قال عنه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي : إن من يسأل الجن أو يسأل من يسأل الجن على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسؤول فهو حرام .. وأما إن كان ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز , ثم استدل له ثم ذكر ما روي عن أبي موسى الأشعري أنه أبطأ عليه خبر عمر رضي الله عنه وكان هناك امرأة لها قرين أي صاحب من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة ..

سئل الشيخ : هـل الجــن يعلمــون الغيـب ؟ فأجـاب بقوله :
الجن لا يعلمون الغيب , ولا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله واقرأ قوله تعالى : ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خرّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) ومن ادعى الغيب فهو كافر . أو من صدق من يدعي علم الغيب فإنه كافر أيضا لقوله تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا الله وحده , وهؤلاء الذين يدعون أنهم يعلمون الغيب في المستقبل كل هذا من الكهانة , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن من أتى عرافا فسأله لم تقيل له صلاة أربعين يوما ) فإن صدقه فإنه يكون كافرا لأنه إذا صدقه بعلم الغيب فقد كذب قوله تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ibrahimsarhan.forumegypt.net
 
فتـاوي خاصـة بفضـيلة الشـيخ ابن عثيميـن رحمه الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - في السحر
» فتوى عن الوسواس لابن عثيمين رحمه الله تعالى
» السحر وحكمه .. ابن باز رحمه الله !!
» السحر وأنواعه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
» فوائد من قوله تعالى {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرقيه الشرعية للشيخ ابراهيم سرحان :: الموضوعات :: الجن والقرين-
انتقل الى: